X

جمانه حسين

جمانه ,27 عام, من سوريا مقيمة في إقليم كردستان العراق منذ 2014 . ادارة أعمال بدعم من منحة HOPES المموّلة من الصندوق الإئتماني للإتحاد الأوروبي ’صندوق مدد’ في جامعة دهوك التقنية

“قبل الأحداث التي حصلت في سوريا, كنت أعيش مع عائلتي في دمشق.
كانت الحياة مستقرة وآمنة وكان لدي حب وشغف للدراسة لأنني كنت على يقين أنّ الشهادة الدراسية بمثابة سلاح في يد الفتاة.
كانت ثانويتي مهنية ومنذ ذلك الوقت, كانت لدي رغبة في الإلتحاق بكليّة الإقتصاد. ولكن للأسف لم أستطع ذلك بسبب نقص علامة واحدة فقط من المعدل المحدد في تلك السنة.لذلك التحقت بالمعهد التقني للعلوم المالية والمصرفية ومن المعروف إن كنت من الطلاب المتفوّقين, يصبح لك الحق بإكمال الدراسة في كلية الاقتصاد.
خلال تلك السنتين من الدراسة في المعهد, تحديّت نفسي لأصبح من المتفوّقين وبالفعل تخرّجت من المعهد عام 2011 بمعدل قدره 81.3% والتحقت بكلية الإقتصاد في جامعة دمشق لغاية السنة الثانية. كانت الوضع سيئ خلال تلك السنة : أذكر أنني كنت أدرس خلال فترة الإمتحانات النهائية على صدى أصوات الرشاشات والقنابل. عامٌ مليء بالخوف. بعدها لم أتمكن من متابعة دراستي الجامعية لأن الأوضاع كانت تسوء اكثر في تلك السنة 2012. عدت الى قريتي في محافظة الحسكة, ووجدت عملاً في المدرسة الحكومية و قمت بتدريس طلاب الابتدائية لمدة عام .

انتقلت عام 2014 إلى إقليم كوردستان و كان الوضع صعب جداً ولكن مع مرور الوقت, تأقلمت مع الحياة في المخيم. قمت بتقديم أوراقي لإكمال دراستي في الإقليم لكن لم يتسنّى لي ذلك. ولذلك تطوعت مع منظمات إنسانية داخل المخيم مما فتح لي أبواب جديدة لأقوم بتطوير شخصيتي. زادت ثقتي بنفسي كوني كنت أقدّم لمجتمعي أفضل ما لدي. كان لشبكة Y-PEER التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان في دهوك الفضل في ذلك وما زلت حتى اليوم متطوعة لديهم كمسهّل أقران (من الند للند) .

وعندما سمعت بفتح باب التسجيل لمنحة HOPES قمت بالتقدّم عليها لكن لم أكن أعلم أنه سيتم قبولي لأنها كانت محاولتي الثالثة للحصول على منحة. ومن حسن حظي تم قبولي. بعد انقطاعي عن الدراسة لمدة ست سنوات, عدت من جديد لأكون طالبة وأكمل ما بدأت به منذ سنوات.

وفي الفترة نفسها, حصلت على عمل مع منظمة هاريكار التي تدعمها منظمة UNFPA والعمل كان داخل مخيم دوميز. كما ونجحت في إختبارات لمنحة للدراسة عن بعد”” دبلوم الدراسات الليبرالية “” التابعة ل Regis University التي قدمتها منظمة JWL .
في بداية الأمر, كنت أفكر ما الذي سوف أفعله لأن الفرص الثلاثة كانت مهمة بالنسبة لي , وكان من الصعب التخلي عن أحداها.
ومن حسن حظي, قبلت المنظمة بأن أعمل بدوام جزئي و دعتني لمتابعة دراستي بنفس الوقت.
وتمكنت من أن أنسق بين هذه الفرص الثلاث, حيث كنت أداوم في المعهد وبعدها أذهب إلى العمل. وبعد عودتي إلى المنزل في المساء, كنت أستريح قليلاً ومن ثم أعمل لإكمال وظائفي المتعلقة بدراستي عن بعد. وكنت أشارك في بعض الأحيان بالتدريبات والدورات والاجتماعات متعلقة بعملي التطوعي.
رغم كل هذا ورغم معرفتي أنها قد تؤثر على صحتي, إستطعت أن أتفوق في دراستي وفي جميع المجالات وكنت أعمل على أكمل وجه وأكتسب خبرات جديدة. والحمد لله أنهيت دراستي في المعهد وأنا فخورة بأنني تفوقت على نفسي واستطعت ان أكون الأولى على قسمي في المعهد .

كان مشروع HOPES بمثابة فسحة أمل جديدة بالنسبة لي لأتمكن من متابعة ما بدأت به منذ سنوات.

في الحقيقة, أعتبر نفسي إنسانة طموحة ودائماً أحاول أن أكتسب الخبرات والمهارات الجديدة في جميع المجالات. تطوعت وعملت مع الكثير من المنظمات : Save the children, IRC,Y-peer network, UNFPA, Harika, Baghdad Women Association, DOVY, Qandil ,في برامج مختلفة التي تدعم جميع الفئات .وقمت بتسهيل الكثير من الجلسات التوعوية والتدريبات والدورات التي تدعم النساء والشباب. وأيضا ومن خلال دراسة إدارة الأعمال ,سنحت لي الفرصة لأكون مدربة لمشاريع صغيرة, حيث قمت بتدريب أكثر من ستين إمرأة من اللاجئات والنازحات الايزيديات والمجتمع المضيف. كانت تجربة ناجحة جداً والتقييم كان ايجابياً من قبل جمعية نساء بغداد. بالإضافة, وخلال دراستي في المعهد, قمت بعدة جلسات تثقيفة لأصدقائي في المعهد وكنت دائماً أساعدهم في دروسهم.
من الطبيعي أن نعاني من تحديات نواجهها كل يوم في حياتنا وخاصة في بيئة اللجوء لكن علينا دائماً أن نكون أقوى من التحديات وعلينا ان نواجهها بكل عقلانية.

أطمح أن أنهي دراستي بتفوق وجدارة إن شاء الله وخلال دراستي أعمل على تطوير مهاراتي وخبراتي في جميع مجالات الحياة وأعمل على اكتساب خبرات جديدة في مجال العمل الانساني والتطوعي ضمن المنظمات الانسانية وتكوين ذاتي. برأي كل خطوة أقوم بها هي بمثابة إنجاز. وأتمنى يوماً من الأيام أن أكون محفزة للآخرين لذلك دائما أرغب في تطوير نفسي,وأعتبر أنّ كل هذه النشاطات تمهّد الطريق إلى ما أطمح اليه”